الجمعة، 26 سبتمبر 2014

قصة قصيرة (لم يعد هناك ما يبهج)



كان يوماً جميلا ومشمساً ذهب أطفال العاصمة دكا كغيرهم إلى المدارس  ، وتشبث من إستطاع من الشباب بغاندي! غاندي ليست امرأة ولا رجل إنها حافلة مهترئة بقدر إهتراء الطرق لا تسمع صوت صرير محركها أو عجلاتها حتى صوت إهتزاز فرائضها المرتجفة كالمصاب بالبرد تكاد لا تسمعها، والسبب هو صياح كومة الناس الذين يمتطونها، المسكينة تندس تحت أكوام الحالمين فلا يظهر منها سوى أعينها الزجاجية الذائبة من شدة البكاء.

 عندما تطلق صوت بوقها يصمت المتشبثون  بها وتشتد احداجهم كالقنافذ خشية الوقوع أو السقوط من فوق ضهرها، والسقوط مصيبة كبيرة  في بنغلاديش لا يريدها أحد كبداية ليومه الطويل.

 في غضون ساعة من الصباح رحلت مئات الغانديات وتوارت عن الأنظار ذهبت بالمحروقين ليعاد حرقهم، إستراح كبار السن وميسوري الحال وأصحاب السيارات، الآن بعد رحيل الغانديات بإمكانهم أن يبدؤوا يومهم القصير،  تبدأ الطيور في التصفير والأشجار بالتعبير تخرج الزهور مع البنات الجميلات وتغسل المطاعم موائدها يتم تغير الأثاث والصحون وأطباق الطعام حتى تستقبل أناس جدد تحسبهم ليسوا من بنغلاديش، تتزين المطاعم وترص الكراسي على المقاهي وتقدم وجبات من الطعام الراقي، تستريح وتستمتع المدينة بكونها عاصمة وبينما الناس هانئة  عبر حمار! يركض بدون هدي وراح يدرأ شوارع المدينة روحة ورجعة وخلفه اثنان من رجال الشرطة ، أحد الثوار علق على ظهره لوحة اعلانية كتب عليها العبارة التالية ( কি আনন্দ আর নেই)، هذه العبارة كانت كفيلة أن تعيد الفوضى التي غادرت بها الغانديات والآن لا يوجد غانديات آخري لتحملها.

 اصطدم الحمار الهارب بعربة متجولة تبيع طعام الكاري وهو أكل شديد الحرارة بسبب الفلفل الذي أصاب عيني الحمار فجن جنونه دخل عنوة أحد المطاعم التي بدلت موائدها وحطمها ومنها إلى قهوة مجاورة ومنها الى بقالة ثم اخرى فإشطاط غضب الناس ، أفسد يومهم حمار مجنون بسبب الفلفل! كان من الممكن أن يتركوه لمصيره لو لم يكن يحمل اللافتة التي زادت في إفساد مزاج رجال الشرطة.

 ركض خلفه المئات من الناس بعضهم كان يضحك وهو يلاحق الحمار والبعض الآخر الذي تضرر كأصحاب الحوانيت كان شرهم يستطير في عصيهم وسكاكينهم وحبالهم لحقوا بالحمار المسكين اثخنوه ضرباً وطعناً حتى استسلم وأنزوي في زقاق خلف المطعم قام أحد الجنود برفع اللوحة من على ظهره ومزقها فيما كان الجندي الآخر مباشرة قد اطلق النار عليه ترك في الزقاق ينزف حتى الموت انتهت رحلة الحمار وعاد الكل من حيث أتي سوي صاحب المطعم الذي بدي عليه التأثر والغضب غطي الحمار بقطعة قماش لحين عودة الغانديات أراد تعويض الخسائر الفادحة التي تكبدها هذا الصباح.

قصني هذه القصة صياد سمك طاعن في السن التقيته في بنغلاديش ختم كلامه بقوله هكذا يسرق اللصوص تاريخ الرموز من الرجال الذين وهبوا حياتهم من أجل الشعوب وعندما نستسلم لليأس نتحول في نظرهم إلى حمير تحمل اسفاراً.

سألته عن معني العبارة الثورية التي كانت على ظهر الحمار قهقه في وجهي لدرجة تمنيت فيها أنني طبيب أسنان لأتمكن من خلع ضرس العقل الظاهر في تجويف فمه الكبير ورداً على سؤالي أجاب (لم يعد هناك ما يبهج)!.





سلطان خويطر،،،

الأحد، 21 سبتمبر 2014

(سميرة وسمير)

مقتبسة من واقع قصة سعودية!!

 (سميرة وسمير)...

انتهى الضابط يوسف من تحويل ثلاثة شبان أتت بهم الدورية الليلة إلى السجن المؤقت في قسم شرطة المناخة، تم التحفظ عليهم للإشتباه بأنهم قد يخططون لسرقة محلات السوق المغلقة حيث كانوا يتجولون في منتصف ليلة الأحد وقرر التحفظ عليهم حتى الصباح ليستدعي ذويهم ويقوموا بإخراجهم بكفالة، فهم لا يحملون بطاقة الهوية السعودية التي تمنح من إدارة الأحوال المدنية  لمن تعدي عمره الثمانية عشر سنة، بدت ملامح الشبان الثلاثة أكبر سناً في نظر الضابط يوسف من أعمارهم الحقيقية التي أخبروه بها، المسألة توقفت على الثقة وهو أمر لا يحظى بالترحيب لمن يعطى الدروس في قانون البحث والتحري الذي يدرسه الضباط في كليات متخصصة، الدلائل، والبراهين، والقرائن، والإشتباه، هو ما تعلمه الضابط يوسف وراح يأمل أن تتوقف محاضر الضبط والتحري لهذه الليلة على هؤلاء الشبان الثلاثة.

رن هاتف الضابط يوسف، زوجته رقية، كانت تطمئن عليه وتحاول أن تثير شجونه في العودة باكراً إلى المنزل فقد تزوجا قبل شهرين ومازالت مشاعر الحب والشوق بينهما في ألقها المعتاد كأي زوجان حديثا عهد بالزواج، تبادلا الأشواق فيما كان يوسف يستعجلها لإنهاء المكالمة من مكتبه المنفرد عن بقية المكاتب كضابط مناوب في قسم الشرطة لهذه الليلة، وما أن أنهت زوجته المكالمة حتى رن الهاتف مرة أخرى رفع سماعة الهاتف أحس بتأنيب الضمير النساء متطلبات ويخافون الجلوس لوحدهم في البيت أتفهم كل هذا! هذا عملي ولو فكرت في العودة الى البيت وحدثت مشكلة في غيابي ستكون كارثة لبدايتي المهنية، أعتقد الضابط يوسف أن زوجته نسيت شيء ما : ألو

-         صوت أنثوي مبحوح عميق وناعم : ألو... الشرطة؟

-         إعتدل يوسف: نعم يا سيدتي معك الضابط يوسف قسم شرطة المناخة.


-         السيدة : أريد أن أبلغ عن جريمة قتل!

-   أنتفض يوسف: جريمة قتل! من قتل من؟ أرجوك يا سيدتي خذي نفس عميق وتحدثي بهدوء حتى أسمعك جيداً.

-         السيدة : زوجي! زوجي قتلني!.

-    أخذ الضابط يوسف يتعرق في مكانه سحب دفتر البلاغات وهم بتسجيل الواقعة: ما هو أسمك؟ وعمرك؟ وعنوانك؟ وتذكري أن البلاغات الكاذبة لها عقوبة حبس تمتد للشهرين.

-    السيدة : أسمي سميرة أحمد نعمان، عمري 33 سنة ، أسكن في البناية التي تقع أسفلها بقالة النور أمام مسجد الفتح.

-         ما هو أسم زوجك؟ وعمره؟ وأين يعمل؟

-         السيدة : سمير صالح بخيت، 50 سنة ، يعمل سائق في الجمعية الخيرية.

-         الضابط يوسف: والآن!.... أخبريني كيف قتلك زوجك؟

-         بالسكين! لقد ذبحني من الوريد إلى الوريد يا سيدي!

-   بدأ الضابط يوسف يدخل في موجة من التوتر وهو يحاول أن يجارى السيدة المتصلة، لا بد أنها مجنونة أو في حالة غير طبيعية امرأة تتصل  بالشرطة وتبلغ عن جريمة قتل هي ضحيتها!، تماسك أعصابه وهو يسألها كيف قتلك زوجك وأنت تتحدثين معي في الهاتف!...  الأموات لا يتحدثون يا سيدة سميرة!

-         ألو.ألو.ألو. ألو! كان صوت السيدة قد أختفي وأخذ هاتفها يصدر نغمة إنقطاع الخط.

أخرج هذا البلاغ الضابط يوسف من مشاعر الشوق السابقة مع زوجته إلى واقع قسم الشرطة الذي لا يعرف سوى خبطات جزم العساكر وصرير محابس السجن ورفيف أوراق المحاضر والاستدعاءات، ورنين التلفونات ، إستدعي على الفور الرقيب المناوب وطلب منه أن يجمع ضباط الصف ويأتون إلى مكتبه حالاً.

في هذه الأثناء رن الهاتف! مرة أخرى فيما أخذ ضباط الصف يحضرون إلى مكتبه وعندما أجاب يوسف على الهاتف! ترنح في مكانه الذي يقف فيه أمام المكتب أحس بالغثيان و أصابته دوخة! ، كاد يقع على الأرض لو لم يستعين بالمكتب أخذ يستند على المكتب وفي حركة لولبية أستدار إلى الكرسي وجلس على المكتب قبل أن يسقط من التشويش فقد أتصل به رجل الآن يريد البلاغ أيضاً عن حالة قتل هو ضحيتها! فقد ذكر أن زوجته وهي نفس السيدة سميرة أحمد النعمان وعمرها 33 سنة قامت بإطلاق النار في المستشفى من مسدسها. وقبل أن يختم أقواله أنفجر الضابط يوسف في وجهه لا دعي أن تخبرني باسمك فأنا أعرفك جيداً (سمير صالح بخيت، 50 سنة ، وتعمل سائق في الجمعية الخيرية) وأنهال عليه بكلمات تعبر عن ما في نفسه هل هذه مزحة؟ أصبحت الشرطة أضحوكة للمتزوجون! وقبل أن يستدرك الأمر إنقطع الخط وراح يصدر صوت أنينه الموجع في أٌذني الضابط.

حضر جميع ضباط الصف إلى مكتبه حسب طلبه وهم الآن ينتظرون الضابط يوسف أن يهدأ ليعرفوا سبب طلبه لهم، بعد أن هدأ راح يخبرهم بما حصل وأراد أن يعرف رأيهم في البلاغ المشبوه هل يأخذونه على محمل الجد؟ ويبدؤوا في البحث والتحري! أم يتريثوا قليلاً حتى تنجلي الأمور وتتضح أكثر، حاول إشراكهم في ما يراه بقوله (لو كان ما ذكرته السيدة صحيحاً وتمكنا من الحضور إليها بسرعة ربما نجدها حية ونتمكن من إنقاذها!).

-         الرقيب المناوب : ألم تقل أن زوجها قام ببلاغ مشابه!.

-         الضابط يوسف : أظنه يراوغ فقد بدى صوته واضح المعاني أما سميرة فلا، كان صوتها مبحوح ومتألم.


-   الرقيب المناوب : ماذا لو أنها مريضة أو مجنونة كيف يذبحها زوجها من الوريد إلى الوريد! وما تزال تتصل بالشرطة وتتحدث إلينا وهي قد فارقت الحياة؟ هذا أغرب بلاغ عن جريمة قتل سمعته في حياتي!.

-            الضابط يوسف : لا تتوقف عند مفردات الكلمة وتترك المضمون النساء عاطفيات بطبيعتهن والعاطفة تدفعهن إلى المبالغة في ردة فعلهن أو قولهن.

-         الرقيب : كلامك منطقي ، أين تسكن السيدة سميرة طال عمرك؟.

-         الضابط يوسف : في البناية التي تقع أسفلها بقالة النور أمام مسجد الفتح.


-         الرقيب المناوب : هذه قريبة من هنا طال عمرك إنها تقع خلف مركز الشرطة تماماً!.

-         الضابط يوسف : ماذا تنتظر إذاً خذ الفرقة وإتصل بالإسعاف وأنطلق على الفور وأبقيني على إتصال، وسألحق بكم في حال توصلتم إلى شيء مريب.


-         الرقيب المناوب : حاضر طال عمرك.

إنطلق الرقيب المناوب بعد أن طلب سيارة الإسعاف وفي لحظات كانت البناية محاطة برجال الشرطة، كانت بناية مكونة من ثلاثة طوابق بدت تتقلد أولى إصدارات لوحات البنك العقاري ذات اللون الأخضر والأرقام البيضاء المكتوبة بخط اليد،  وظهرت تقف على مشارف الشارع وهي تتعكز على دكاكينها المغلقة، أخذ الرقيب المناوب يطرق أبواب الشقة السكنية الأولى في البناية وفي وقت متأخر من الليل كانت زيارة الشرطة حدث مخيف للسكان النائمين، خرج رجل مسن من الشقة التي طرقها رجال الشرطة وقادهم بنفسه إلى الشقة التي تطابقت مع وصفهم حيث أنها الشقة الوحيدة الأكثر هدوءًا بين الشقق الأخرى كونها تخلوا من ضجيج الأطفال، و يقيم بها رجل وزجته فقط وأخبرهم أن الزوجة هي مالكة البناية وقد ورثتها عن زوجها الأول.
طرق الرقيب الباب مرات ومرات وعندما لم يجبه أحد أتصل بالضابط يوسف يستشيره في إمكانية خلع الباب والدخول لمعرفة ما يجري، في بعض الدول لا تستطيع الشرطة خلع الباب بدون أمر يصدر بخطاب موقع من هيئة مشرفة ومتخصصة في مثل هذه الأمور تلك الدول إنعدمت فيها الثقة بسبب الفساد المتكرر بين أفراد الشرطة فالثقة مجرد كلمة فضفاضة لا قيمة لها في القوانين والأعراف المتعلقة بالقضاء.

أبلغ الضابط يوسف قائد القسم بما يحدث وأخذ الموافقة بكسر الباب وأضاف سأحضر إليكم فوراً، وبالفعل حضر الضابط يوسف إلى مسرح الجريمة الغير مؤكدة حتى هذه اللحظة وطلب من العساكر كسر الباب! وما أن دخلوا الشقة حتى بدأت الأمور تتعقد كانت السيدة قد فارقت الحياة وهي ملقاة على الأرض بكامل تبرجها وتلبس ثوب نوم أحمر شفاف ظهرت مدرجة بدمائها في وسط الصالة وقد كانت يدها اليمنى قابضة بعنقها وآثار جرح بالغ يتخلل قبضتها والهاتف ساقط من يدها حاول أحد العساكر أن يغطي جسد السيدة بملاءة بيضاء سحبها من فوق منضدة الطعام وهنا تدخل الضابط ماذا تفعل؟ توقف! ألا ترى أننا في مسرح جريمة أيها المغفل! ضع هذه المحرمة من يدك ولا تلمس شيئاً وكذلك أنتم! وأشار إلى بقية الفرقة العسكرية هيا أخرجوا من هنا حالاً، بدت مكأمة السيدة سميرة الضخمة تغرق في مثلث النور والظلمة حيث كان نور الحمام الجانبي يرسم هذا المثلث العريض على جسد المرأة الميتة مظهراً تقاسيمه الفاتنة، أمسك الضابط يوسف بمنديل وأغلق باب الحمام مغرقاً الغرفة في الظلام، تناول جهاز الإرسال اللاسلكي وأتصل بقسم رفع البصمات وأبلغ قائد الشرطة الذي حضر في الحال، تجمع رجال الشرطة وقسم البصمات الجنائية والدوريات المناوبة وأتت سيارة الإسعاف أمام باب البناية وظلت لساعتين وربما أكثر وأخيراً بعد إنتهاء عملهم أٌخرجت جثة السيدة محمولة في كيس فضي مخصص لجرائم القتل، أنفض التجمهر عن جريمة قتل من الدرجة الأولي لسيدة تبلغ من العمر33 عاماً صاحبة بشرة معنية! أي سمراء اللون بلغة دارجة لدي بعض أفراد الشرطة، عمل أجرامي وحشي أشارت كل معطياته إلى زوجها الذي سبق وأن قام ببلاغ مشابه، لم تجد الشرطة أدآة الجريمة لكن لديها مشتبه به أول وهو زوج الضحية، (سمير صالح بخيت، العمر خمسين سنة ، يعمل سائق في الجمعية الخيرية).

إنقلبت ليلة قسم شرطة المناخة الهادئة إلى حركة دؤوبة وضع الضابط يوسف فردين من الشرطة متخفين أمام البناية لجلب كل من يقترب من البناية فقد عُرف أن المجرم يحوم حول ضحيته وهي معلومة مؤكدة منذ الأزل كونها أحد قوانين الطبيعة التي لا تتغير بمرور الزمان وإختلاف المكان.

جُلب أحدى عشر رجلاً تم الإشتباه بهم والقبض عليهم ممن لوحظوا وهم يقتربون من المبنى، وجلهم كانوا يطلقون منبه سياراتهم ثم يقفون بجوار البقالة المغلقة في إنتظار شخص ما، أقتيدوا إلى السجن، وكان الضابط يوسف يدخلهم إلى السجن مباشرةً دون ذكر سبب معين كتكتيك سيكولوجي لإثارتهم.

قام قسم التحريات بالبحث عن المدعو سمير دون جدوي أنتظر الضابط يوسف أن يأتي الصباح للذهاب إلى مقر الجمعية الخيرية، وبالفعل عند بزوق الصباح كان رجال الشرطة في مكتب مدير الجمعية الذي جاء مسرعاً عند إبلاغه بوجود الشرطة.

-         الضابط يوسف : إذاً تقول أن السيد سمير ليس موظف لديكم!.

-   مدير الجمعية : نعم..! حضرة الضابط هو متعاون معنا فقط حيث يقوم بنقل البضائع التي نرسلها لبعض المحتاجين ويقوم بجلب ما نطلبه منه بسيارته الخاصة.


-         الضابط يوسف : ومتى آخر مرة رأيته؟.

-   مدير الجمعية : لحظة ! سأستدعي موظف حركة التوزيع فهو يتعامل معه بشكل مباشر وقد يعرف الإجابة أكثر مني في هذا الخصوص.


-         الضابط يوسف : لا بأس إستدعيه لو سمحت.

بعد أن تم إستدعاء الرجل سأله الضابط عدة أسئلة وكان بليداً لدرجة أن الضابط أحس بالغضب وقال مخاطباً مدير المركز من يضع القوانين هنا؟.

-         مدير الجمعية : لا أدري يا حضرة الضابط  فكل شيء معد سلفاً!! قبل أن أتولي إدارة هذه الجمعية.

-    الضابط يوسف : سائق يقوم بتوصيل طلباتكم! ولا يوجد له ملف لديكم ولا تعرفون أين يقيم! وكيف تطلبونه عندما تحتاجون إليه!

-   مدير الجمعية : يأتي كل يوم أربعاء وخميس حيث موعد نقل المواد الغذائية وتوصيلها لأصحابها من المحتاجين وأضاف ما هو الأمر يا حضرة الضابط ماذا فعل بالضبط؟.


-   الضابط يوسف: هذا السؤال الذي نريد أن نطرحه عليه عندما نجده!، آسف على أهدار وقتك الثمين وشكراً لسعة صدرك وعندما بادر بالإنصراف طلب من المدير الإتصال بالشرطة فوراً حال طرأ شيء ما يساعد على إيجاده، وأنصرف.

(كل شيء معد سلفاً)!...لم أنم منذ البارحة وأتلقى هذه الإجابة الموجعة! هذا كثير على ضابط مبتدئ،.... تنبه السائق وإلتفت إلى الضابط يوسف يسأله عن ما ثرثرت به شفتيه!... لا شيء عد إلى قسم الشرطة بسرعة.

في قسم الشرطة طلب الضابط يوسف من مأمور السجن أن يأتي بالعميل المسجون وهو شرطي يعمل متخفياً مع المساجين لدراسة سلوكياتهم ومعرفة ما أن كان أحدهم قد ظهرت عليه أعراض الاضطراب النفسي والقلق الذي عادة ما يصيب من يقوم بجريمة قتل.

-         العميل : كلهم ناموا يا سيدي منذ الساعة الأولي من القبض عليهم.

-         الضابط يوسف : ألم تتمكن من معرفة شيء يقود إلى سمير هذا؟.


-         العميل : بلا... يا سيدي عرفت!.

-         الضابط يوسف : أخبرني ماذا عرفت!.


-   العميل : أنه يقوم ببيع حبوب الكبتاجون! المخدرة على زبائنه الخاصين وهو يأتي بها من أحد زملائه ويطلق عليه لقب (البُنِي)!.

-   الضابط يوسف : ...البني! ....يا حبيبي!... كملت والله هو يوم بني من أوله، وهل عرفت منهم أين أجد البني؟.


-   العميل : نعم طال عمرك يعمل لحسابه الخاص أنه سائق صهريج لنقل الماء، يقوم ببيع الماء الصالح للشرب على أصحاب الفنادق.

-         الضابط يوسف : ما هو الشيء الغير واضح في سؤالي؟... أكرر أين أجده؟


-   العميل : مؤكد عند (الشيِب)! الموجود في مزرعة التهامي فأكثر أصحاب صهاريج الماء يجلبون الماء من هناك.

أخذ الضابط يوسف (البريهه) من فوق مكتبه وفي طريقه للخارج سأل العسكري الذي يحرس باب القسم هل حضر القائد؟
أجابه الحارس : نعم طال عمرك! أتى بعد صلاة الفجر مباشرة .

ذهب الضابط يوسف إلى المزرعة المذكورة وعندما أطلقت سيارة الشرطة بوقها الذي يميزها عن باقي السيارات في طابور الشاحنات الذي إمتد حتى ضاق به الشارع الفاصل بين مدرسة متوسطة للبنات والمزرعة حيث توقفت تنتظر دورها لتحميل الماء بدأ السائقون الذين كانوا يثرثرون في حلقات جانبية يعودون إلى شاحناتهم.

الضابط يوسف مخاطباً أحد السائقين : أين المسؤول عن هذه الشاحنات؟، أشار إليه السائق أن يذهب إلى بئر الماء هناك مكتب المسؤول عن البيع والتنظيم، توقفت سيارة الشرطة أمام بوابة المزرعة المذكورة، هرع المسؤول عن تنظيم الشاحنات بالصياح في وجه السائقين عندما رأى الشرطة وبلهجة صعيدية (أيها السائقين الكسالى إلا تستطيعون تنظيم أنفسكم أفضل من ذلك أنكم تضيقون الطريق على المارة يا أغبياء!)، كان الضابط يوسف قد أرتجل من سيارة الشرطة وقد هرع إليه المسؤول ذو الكرش المتدلية كان يلبس جلابية مصرية وظنه الضابط للوهلة الأولي صعيدي من هيئته ولهجته المصرية، وتفاجأ أنه باكستاني لكنه يجيد العربية باللهجة الصعيدية، كانت أحدى الشاحنات تقف أسفل أنبوب ضخ المياه الصادر من البئر وقد أمتلأ خزانها وبدأت المياه تتدفق منه، وأصابت بمياهها سيارة الشرطة وتناثر رذاذ الماء على الضابط يوسف الذي كان قد خرج من سيارة الشرطة وتوجه إلى الرجل الباكستاني وسأله : من هو المسؤول هنا؟.

-   الباكستاني : سافر صاحب المزرعة إلى الخارج وفي غيابه أنا المسؤول طال عمرك! إنني أنوب عنه!...إذا إحتجت إلى مساعدة تفضل أرجوك ....ودعاه إلى مكتبه المتواضع راح يتقدمه  ويبعد السائقين من أمام شباك دفع مصاريف تعبئة الماء، تفضل!...تفضل! دخل الضابط يوسف وجلس حسب طلب مضيفة على الكرسي أمام المكتب فيما ظل الرجل واقفاً أمام الضابط، أي خدمة... أأمر طال عمرك!.

-         الضابط يوسف : هل لديك قائمة بأسماء سائقي الشاحنات؟.


أمتقع وجه الباكستاني وأنخفض ضغط دمه وبدأ يتحدث كمغترب بلهجة مكسرة (تحتفظ وزارة الزراعة بأسمائهم فهي الجهة المخولة بذلك).

-         الضابط يوسف بغضب : وأنتم هنا أليس لديكم كشوفات بأسماء أصحاب الصهاريج وبياناتهم؟.

-         الباكستاني : (أنني حديث عهد في هذه المهنة وكل شيء معد سلفاً قبل مجيئي)!

   كان أحد السائقين يختلس النظر عليهم من خلال شباك دفع مصاريف الماء وهو يشير بورقة من فئة خمسة ريالات بيده فذهب العامل الباكستاني وأغلق الشباك ثم عاد أمام الضابط يوسف وأضاف ما هي المشكلة؟.

-         الضابط يوسف بحزم : هل تعرف سائق أسمه البني؟.

البني!! بدت علامات التعجب على الباكستاني الذي لم يهتدي لمعرفة ما يجول في عقل الضابط يوسف، وقبل أن يتشتت إنتباهه  ويراوده الخوف ويصبح عديم الفائدة، طلب يوسف من الرجل الجلوس ثم أخبره بهدوء أنه يريد سائق صهريج معروف بين أصدقائه بهذا الأسم، أخذ الرجل يتذكر ثم أنتبه (نعم!.. نعم! البني! لقد عرفته صاحب الشامة الكبيرة على وجهه! أنه موجود في الصف!).

الضابط يوسف : خبر سار!....هل أنت متأكد؟.. خرج الرجل ليلقي نظرة خاطفة وعند عودته أخبره أنه موجود في الصف فعلاً، سادس شاحنة المخطوط على مقدمتها عبارة (الصبر جميل).

خرج الضابط يوسف وأخبر سائقه بالأمر وطلب منه الترجل وجلب صاحب الشاحنة المذكور وما أن رأى السائق الشرطي يطلبه حتى قفز من الشاحنة وتركها خلفه وأطلق ساقيه للريح!.

أنطلق الشرطي خلف السائق الذي وجد باب مدرسة البنات ما يزال مفتوحاً لإستقبال الطالبات القادمين عند الصباح فما زال الوقت باكراً فطاوع فكرته الغبية ودخل المدرسة خلسة طلباً للنجاة، لحقه الشرطي وأثاروا بدخولهم المدرسة صيحات الفزع من الطالبات اللواتي ينتظرون طابورهن الصباحي (حرامي..! حرامي!) سقطت بعض الشنط من أيدي الطالبات المرتبكات من الحادثة وتناثرت الكتب في ممرات المدرسة، وأخيراً تم القبض على السائق الذي سرعان ما تناول شيء من جيبه ووضعه في فمه وأبتلعه بالجملة، حاول الشرطي أن يمنعه من إبتلاع ذلك الشيء لكنه لم يستطيع منعه، حينها قام الشرطي بوضع القيود حول رسغيه ثم جره ذليلاً أمام نظر الطالبات والمدرسات اللآتي أخذن بالتصفيق وتشجيع الشرطي الشجاع على سرعة القبض على اللص وشعر الشرطي بالحرج وهو يقوده إلى خارج المدرسة.

في قسم الشرطة كان الضابط يوسف يحقق مع السائق المرعوب لساعة، (لدي أولاد أقوم بتربيتهم وهم يحتاجون إلى طال عمرك)!.

-   الضابط يوسف بلغة تهديد : لن تذهب إلى أي مكان حتى تخبرني أين هو صديقك سمير صالح بخيت؟، لقد بحثنا عنه في منزله وعمله والأماكن التي يتردد عليها ولم نعثر عليه!.

-         السائق : لم أره منذ يومين... أقسم لك!.

-   الضابط يوسف : أستطيع أن أرسلك الآن لوحدة الطب الجنائي وبعد أن يتم الكشف عليك وإخراج ما إبتلعته من معدتك!!، ستدخل السجن لعام كامل، سنة من عمرك ستضيع في السجن!!،... أسمعني أنني أمنحك فرصة، أطلب منك للمرة الأخيرة أن تدلني أين يختبئ صديقك المذكور سمير صالح بخيت؟ هل ستخبرني وأتركك تذهب أو تريدني أن أنفذ ما أقول؟.

-         السائق وقد بدا عليه الهلع : ربما عند زوجته الثانية!!.

-         الضابط يوسف : زوجة ثانية!

-   السائق :  أعرف أنه تزوج بامرأة أخرى كان سعيداً لأنه سيستطيع إنجاب أبناء وكما تعلم أنه مقطوع من شجرة وليس لديه عائلة حقيقية.

-         الضابط يوسف : هل تعلم زوجته سميرة بخبر زواجه؟

-   السائق : لا أعلم!.... فلطالما أشتكي منها ومن غيرتها عليه، رغم أنها لا تنجب أراد أن يتزوج بغيرها وقد أخبرني أنه تزوج بالفعل من امرأة ثانية!.

-         الضابط يوسف : وأين تقيم زوجته الثانية؟

-         السائق : أقسم لك أنني لا أعرف فلم يخبرني بذلك.
طلب الضابط يوسف من الرقيب المناوب أن يأخذ السائق إلى وحدة صحية لإجراء غسيل معدة له قبل أن تتفاقم حالته الصحية فقد بدأ يشعر بألم في معدته ، ووعده بإطلاق سراح مشروط بكفالة وتسجيل واقعة الهروب إلى حين إستدعاءه للمحكمة.

شعر الضابط بالتعب والإرهاق وأخذ يتذكر إتصال السيدة وزوجها في لليلة الأمس، مختصراً الحديث لنفسه ومدققاً بكل ما جاء فيه، هناك شيء ما مفقود!، غيرة وامرأة!، عائلة وأبناء!، حب وإنتقام!، ثم تنبه... مستشفى! لقد ذكرها الرجل عندما أتصل بي! هذا صحيح!، قام الضابط يوسف من مكتبه في الحال وذهب إلى مكتب ضباط الصف المجاور لمكتبه وأشار إلى الرقيب المناوب أتصل بجميع المستشفيات وأسالوهم عن المذكور سمير صالح بخيت! ووافوني بالمستجدات فوراً.

وفيما كان ينتظر في مكتبه جاءته نتائج البحث، لقد وجدناه أخيراً طال عمرك!!، أشرقت إبتسامة على وجه الضابط يوسف، أين وجدتموه صاح بالرقيب؟، في المستشفى طال عمرك أقصد....! وتلعثم قبل أن يقول في ثلاجة الموتى!.. لقد مات!.
 الضابط يوسف وقد خبت إبتسامته: مات! ...هيا بنا فوراً وأنطلق إلى المستشفى في الحال.

كان مدير المستشفى يجلس في إنتظار الشرطة وطلب من حراس الأمن إرشادهم إلى مكتبه بمجرد وصولهم.
-         مدير المستشفى مستقبلاً الضابط يوسف : أهلا وسهلا تفضل سعادة الضابط تفضل بالجلوس أرجوك.

-         الضابط يوسف : شكراً.


-   مدير المستشفى :ما حدث في مساء الأمس يكشف تدني فهم القوانين لدى المجتمع فقد تكررت جرائم الإنتقام حتى وصلت إلى المستشفيات!
-         الضابط يوسف : أؤكد لك أنني لم أنم إلى الآن دكتور!.

-         مدير المستشفى : وأنا أيضاً لم أنم حتى بعد أن تم القبض على المرأة التي إنتقمت لجوزها!.


-          الضابط يوسف وقد بدت عليه الدهشة : إنتقمت لزوجها!!! من هي هذه المرأة؟.

-         مدير المستشفى معقباً : زوجة السائق سمير! التي تتحفظون عليها في قسم الشرطة!.


-   الضابط يوسف : دكتور..! أسمح لي أن أوضح لك بعض الإلتباس فأنا من قسم آخر للشرطة وأتيت للقبض على سمير صالح بخيت لأنه متهم بقتل زوجته، وقد علمت أنه توفي ليلة البارحة ، فما الذي حدث بالتفصيل؟ وكيف مات؟.

-   مدير المستشفى : لقد تعرض المدعو سمير صالح بخيت لحادث مروري  حيث أصطدم بسيارة أخرى ونشأ عن الإصطدام إصابة كلا السائقين، أتت بهم سيارة الإسعاف إلى هنا الساعة الواحدة والربع من مساء الأمس وبعدها تم إستدعائي من قبل الطبيب المناوب كانت حالتهم حرجة فأجرينا لأحدهم عملية نجحت والحمد لله وكان بإمكانه النجاة لولا أن زوجة سمير إقتحمت غرفته وأطلقت عليه النار إنتقماً لزوجاها الميؤوس من شفائه، فقد نزف حتى الموت لعدم وجود دم مطابق لفصيلة دمه!.


-   الضابط يوسف مستفسراً : لقد إتصل بنا ليلة أمس وأخبرنا أن زوجته أطلقت عليه النار كيف إستطاع الإتصال بنا في حالته تلك؟.

-   مدير المستشفى : أحدث صوت الرصاص داخل المستشفى دوياً مجلجلاً وهرع الجميع إلى مصدر الصوت وأولهم حراس الأمن.

-         الضابط يوسف : وهل تمكنوا من القبض على المرأة ؟


-   مدير المستشفى : لا...!  لقد خدعتهم وهربت من سلم الطوارئ هذا ما أظهرته كاميرا المراقبة في المستشفى فقد رصدت سيدة تلبس عباءة سوداء وهي تركض هاربة من على السلم الخلفي!
-         الضابط يوسف : وكيف تم القبض عليها؟
-    مدير المستشفى : بسبب الحب هذا أمر مؤكد! فقد عادت على نحو غير متوقع مرة أخرى لتطمئن على زوجها وحينها تم القبض عليها وإيداعها السجن.. لكننا..!

-         الضابط يوسف : لكنكم ماذا....؟

-   مدير المستشفى : لقد تحفظنا على رضيعها الذي أتت تحمله كان هزيلاً وبحالة صحية  غير مستقرة وتم وضعه بقسم رعاية المواليد حتى يستعيد عافيته، أخذت أمه تبكى وتقسم أنها لم تكن الفاعلة إنهارت من الخوف وأغمى عليها وسهلت للشرطة أن تقوم بعملها ولا بد أنها في السجن الآن.


-         الضابط يوسف : وكيف أتصل بنا زوجها سمير؟.

-   مدير المستشفى : كانت حالته حرجة ولم نجد له متبرع لكن هذا لا يمنعه من معرفة ما يدور حوله وبالتأكيد عندما سمع صوت الرصاص كما هو حال جميع المرضي تمكن من إجراء إتصاله الأخير.


-         الضابط يوسف : الآن إتضحت الأمور وإنحلت القضية! شكراً لتعاونك دكتور أسمح لي بالإنصرف.

-   مدير المستشفى : أخبرني لو سمحت فقط بداعي الفضول مالذي تعنيه بعبارة اتضحت الأمور وانحلت القضية؟.


-   الضابط يوسف : لا عليك دكتور! لقد قمتم بواجبكم على أكمل وجه والآن جاء دورنا أسمح لي بالإنصراف فلدي عمل كثير لأنجزه.

انصرف الضابط يوسف عائداً إلى مكتبه وأمر الجنود بتفتيش منزل السيدة سميرة من جديد، وفعلاً تم تفتيش المنزل وهناك وجد رجال الشرطة سكين صغير بقبضة ناعمة تستخدمه النساء لتقشير طلاء الأظافر وجدوه قد سقط خلف ظهر الكنبة، بالتأكيد كان فوق المحرمة البيضاء التي حاول العسكري المغفل أن يغطى بها القتيلة ولم يلاحظه أحد، وجدت الشرطة أيضاً مسدس الجريمة في سيارة تاكسي كان مخبأ في الجراب الخلفي وبعد رفع بصماته أتضح أن سميرة هي من قتلت السائق وليس زوجته الثانية البريئة، قتلته ظننا أنه زوجها فقد أخبرها قسم الإستعلامات في المستشفى عن طريق الخطأ أن زوجها تجاوز الحالة الحرجة بعد العملية التي أجريت له،   ثم عادت لمنزلها بسيارة تاكسي وإنتحرت بسبب غيرتها على زوجها.
 كان قد سبق لها أن  كتبت البناية التي ورثتها عن زوجها السابق بإسمه قبل أن تعلم أنه تزوج بأخرى وعندما عرفت بزواجه وإنجابه إشتاط غضبها وإشتعلت غيرتها وذهبت إلى شقة زوجته الأخرى وهناك نشأ بينهم خلاف كبير، هددت بقتله وقتل نفسها، خرجت غاضبة من عنده تلك الليلة، لحق بها المسكين لكنه تعرض لحادث مروري، ونقل إلى المستشفى، عندها إتصلت بها زوجته الثانية وأخبرتها بالأمر، وعندما أتصلت بالمستشفى وعرفت أنه بصحة جيدة قررت أن تأتي بنفسها وتنهى حياته التعيسة وبعد ان أطلقت عليه النار وكشفت عن وجهه لتتأكد من موته تفاجأت أنه ليس زوجها سمير بل رجل غريب الملامح، هربت من المستشفى مذعورة وقررت أن تلفق له حادثة إنتحارها وتخدع الشرطة، أما زوجته الثانية فقد كانت ضحية إفتقار المعلومات وغياب التنسيق ووقعت في يد رجال الأمن عند قيامها بزيارة زوجها تزامناً مع حادثة إطلاق النار التي سبقت مجيئها.

الشيء الذي آلم المحققين في هذه القضية أن فصيلة دم سميرة كانت تتطابق مع فصيلة زوجها سمير الذي مات لأنه لم يجد متبرع!!!.

عاد الضابط يوسف إلى منزله وكانت زوجته قد ملتْ من ساعات الإنتظار الطويلة وإستقبلته بشوق جارف، أطل عليها بوجهه الذابل من التعب، وقرصها في أذنها... أحبك...!، ثم ذهب إلى غرفة النوم وخلع ملابسه وقبل أن يسقط على السرير رن هاتف المنزل وإذا بزوجته تأتي وفي يدها الهاتف الذي ناولته إياه....حبيبي (يطلبونك في المكتب لأمر هام)! كان المتصل هو الرقيب المناوب يسأل الضابط يوسف عن مصير الشبان الثلاثة ؟.
الضابط يوسف : آخ...! لقد نسيتهم..! وقعهم على تعهد وأطلق سراحهم، فكل شيء مُعدْ سلفاً!.

تمت،،،

بقلم – الروائي .سلطان خويطر –المملكة العربية السعودية- المدينة المنورة
إرسلها لصديق مع وافر التحية،،،
معاني الكلمات:
بريهه : طاقية مخصصة لرجال الشرطة يضعونها فوق رأوسهم.
مكأمة : لحمة على الورك
الشيِب : بئر الماء

هل وجدت في هذه القصة من فائدة تحب أن تشارك بها الكاتب؟